Header


  • الصفحة الرئيسية

من نحن في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • معنى الشيعة (13)
  • نشأة الشيعة (24)
  • الشيعة من الصحابة (10)
  • الشيعة في العهد الاموي (10)
  • الشيعة في العهد العباسي (4)
  • الشيعة في عهد المماليك (1)
  • الشيعة في العهد العثماني (2)
  • الشيعة في العصر الحديث (1)

من نحن في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الشيعة في أحاديث النبي(ص) (1)
  • الشيعة في احاديث الائمة (ع) (0)
  • غدير خم (0)
  • فدك (3)
  • واقعة الطف ( كربلاء) (0)

سيرة اهل البيت :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

عقائدنا (الشيعة الامامية) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في اصول الدين (0)
  • في توحيد الله (8)
  • في صفات الله (32)
  • في النبوة (9)
  • في الانبياء (4)
  • في الامامة الالهية (11)
  • في الائمة المعصومين (14)
  • في المعاد يوم القيامة (16)
  • معالم الايمان والكفر (30)
  • حول القرآن الكريم (22)

صفاتنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الخلقية (2)
  • العبادية (5)
  • الاجتماعية (1)

أهدافنا :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في تنشئة الفرد (0)
  • في تنشئة المجتمع (0)
  • في تطبيق احكام الله (1)

إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في توحيد الله (41)
  • في صفات الله (17)
  • في التجسيم (34)
  • في النبوة (1)
  • في عصمة الانبياء (7)
  • في عصمة النبي محمد (ص) (9)
  • في الامامة (68)
  • في السقيفة (7)
  • في شورى الخليفة الثاني (1)
  • طاعة الحكام الظلمة (6)
  • المعاد يوم القيامة (22)
  • التقمص (3)

إشكالاتنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد النبي (ص) (14)
  • في عهد الخلفاء (20)
  • في العهد الاموي (14)
  • في العهد العباسي (3)
  • في عهد المماليك (5)
  • في العهود المتأخرة (18)

إشكالاتنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • كيفية الوضوء (4)
  • كيفية الصلاة (5)
  • اوقات الصلاة (0)
  • مفطرات الصوم (0)
  • احكام الزكاة (0)
  • في الخمس (0)
  • في الحج (2)
  • في القضاء (0)
  • في النكاح (7)
  • مواضيع مختلفة (64)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عقيدة التثليث (32)
  • على التناقض بين الاناجيل (41)
  • صلب المسيح (17)

إشكالاتنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • عدم تصديقهم الانبياء (6)
  • تشويههم صورة الانبياء (8)
  • نظرية شعب الله المختار (1)
  • تحريف التوراة (0)

إشكالاتنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التفسير المادي للكون (1)
  • نظرية الصدفة وبناء الكون (0)
  • النشوء والارتقاء (0)
  • اصل الانسان (0)

ردودنا التاريخية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • في عهد الرسول(ص) (9)
  • في عهد الخلفاء (12)

ردودنا العقائدية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول توحيد الله (2)
  • حول صفات الله (7)
  • حول عصمة الانبياء (3)
  • حول الامامة (34)
  • حول اهل البيت (ع) (45)
  • حول المعاد (1)

ردودنا الفقهية على فرق المسلمين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • حول النكاح (2)
  • حول الطهارة (0)
  • حول الصلاة (3)
  • حول الصوم (0)
  • حول الزكاة (0)
  • حول الخمس (0)
  • حول القضاء (0)
  • مواضيع مختلفة (6)

ردودنا على أهل الكتاب (النصارى) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على أهل الكتاب (اليهود) :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

ردودنا على الماديين :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • اثبات وجود الله (0)
  • العلم يؤيد الدين (2)

كتابات القراء في التاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في السيرة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في العقائد :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء في التربية والأخلاق :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

كتابات القراء العامة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

  • القسم الرئيسي : إشكالاتنا العقائدية على فرق المسلمين .

        • القسم الفرعي : في الامامة .

              • الموضوع : دلالة حديث الولاية على امامة امير المؤمنين عليه السلام .

دلالة حديث الولاية على امامة امير المؤمنين عليه السلام

بسم اللَّه الرحمن الرحيم‏

موضوع البحث: حديث الولاية، وهذا الحديث أيضاً من الأحاديث المتفق عليها بين الفريقين، حديث نقطع بصدوره عن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله). إنّ هذا الحديث يدلّ على إمامة أمير المؤمنين من جهات عديدة:

الجهة الأُولى‏: ثبوت الولاية والأولوية لأمير المؤمنين (عليه السّلام).

الجهة الثانية: دلالته على عصمة أمير المؤمنين (عليه السّلام).

الجهة الثالثة: إنّ بغض عليّ يخرج المبغض عن الإسلام وعليه أنْ يجدّد إسلامه ويشهد الشهادتين من جديد.

وكلّ واحدة من هذه الجهات الثلاث يمكن أنْ يستدلّ بها بالإستقلال على إمامة أمير المؤمنين (عليه السّلام).

رواة حديث الولاية

هذا الحديث رواه أهل السنّة:

1- عن أمير المؤمنين (عليه السّلام).

2- والإمام الحسن السبط (عليه السّلام).

ويروونه أيضاً عن‏

3- ابن عباس.

4- أبي ذر الغفاري.

5- أبي سعيد الخدري.

6- البراء بن عازب.

7- عمران بن حصين.

8- أبي ليلى‏ الأنصاري.

9- بريدة بن الحصيب.

10- عبد اللَّه بن عمرو.

11- عمرو بن العاص.

12- وهب بن حمزة.

ومن أشهر مشاهير الأئمّة الحفّاظ وأعلام الحديث الرواة لهذا الحديث‏ الشريف في كتبهم عبر القرون المختلفة:

1- أبو داود الطيالسي، صاحب المسند.

2- أبو بكر بن أبي شيبة، صاحب المصنّف.

3- أحمد بن حنبل، صاحب المسند، إمام الحنابلة.

4- أبو عيسى‏ الترمذي، صاحب الصحيح.

5- النسائي، صاحب الصحيح.

6- أبو يعلى‏ الموصلي، صاحب المسند.

7- أبو جعفر الطبري، صاحب التاريخ والتفسير المعروفين.

8- أبو حاتم بن حبّان، صاحب الصحيح.

9- أبو القاسم الطبراني، صاحب المعاجم الثلاثة.

10- الحاكم النيسابوري، صاحب المستدرك.

11- أبو بكر بن مردويه، صاحب التفسير.

12- أبو نعيم الإصفهاني، صاحب حلية الأولياء وغيره من الكتب.

13- أبو بكر الخطيب البغدادي، صاحب تاريخ بغداد.

14- ابن عبدالبر، صاحب الإستيعاب.

15- ابن عساكر الدمشقي، صاحب تاريخ دمشق.

16- ابن الأثير الجزري، صاحب أُسد الغابة.

17- الضياء المقدسي، صاحب المختارة.

18- البغوي، صاحب مصابيح السنّة، ومعالم التنزيل.

19- الحافظ شمس الدين الذهبي، صاحب الكتب المعروفة.

20- ابن حجر العسقلاني، صاحب فتح الباري والإصابة وغيرهما.

21- الحافظ جلال الدين السيوطي، صاحب المؤلفات الكثيرة المعروفة.

22- شهاب الدين القسطلاني، صاحب إرشاد الساري في شرح البخاري.

23- الشيخ علي المتقي الهندي، صاحب كنز العمّال.

24- الحافظ محمد بن يوسف الصالحي الدمشقي، صاحب السيرة الشامية.

25- ابن حجر المكّي، صاحب الصواعق المحرقة.

26- الشيخ علي القاري الهروي، صاحب المرقاة شرح المشكاة.

27- عبدالرؤوف المنّاوي، صاحب فيض القدير في شرح الجامع الصغير.

28- شاه ولي اللَّه الدهلوي، علّامة الهند، والمحدّث الكبير، صاحب المؤلفات الكثيرة، وصاحب المدرسة المعروفة في مدينة دهلي بالهند. فهؤلاء وغيرهم يروون هذا الحديث الشريف عن الصحابة المذكورين.                  
 نصّ حديث الولاية وتصحيحه‏ إنّ المشهور برواية هذا الحديث من بين الصحابة:

1- عبد اللَّه بن عباس.

2- بريدة بن الحصيب.

3- عمران بن الحصين.

هؤلاء الثلاثة أكثر الروايات تنتهي إليهم.

أمّا ابن عباس، فلا يروون عنه إلّا هذا المقدار من الحديث وهو محلّ الشاهد:

«أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي» وهذا لفظ أبي داود الطيالسي في [مسنده‏]«1».

أو«أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي ومؤمنة» وهذا لفظ الحاكم في [المستدرك‏]«2».

أو «أنت وليّي في كلّ مؤمن بعدي» وهذا لفظ أحمد في [المسند]«3». فرسول اللَّه يخاطب عليّاً بمثل هذا الخطاب: «أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي ومؤمنة»، أو «أنت وليّ كلّ مؤمن من بعدي»، أو «أنت وليّي في كلّ مؤمن بعدي».ة ولا يخفى‏ عليكم وجود كلمة بعدي في جميع الألفاظ الثلاثة في هذه‏ المصادر التي ذكرتها. هذا هو اللفظ عن ابن عباس، يرويه ابن عباس ضمن حديث يشتمل على مناقب عشر لأمير المؤمنين (عليه السّلام)، ينصّ عبد اللَّه بن عباس فيه على اختصاص هذه المناقب بعلي أمير المؤمنين (عليه السّلام) ولا يشاركه فيها أحد من الأصحاب. وأمّا في روايتهم عن عمران بن حصين وعن بريدة بن الحصيب، فتوجد هذه الإضافة: «علي منّي وأنا من علي وعلي وليّ كلّ مؤمن بعدي». إذن، عرفنا إلى الآن: الصحابة الرواة لهذا الحديث وأعلام المحدثين وأشهر الأئمّة الحفّاظ من أهل السنّة في القرون المختلفة، الذين يروون هذا الحديث. وأيضاً عرفنا متن الحديث ولفظه الذي نريد أن نستدلّ به. وأمّا سند الرواية عن ابن عباس في مسند أحمد، ومسند أبي داود الطيالسي، ومستدرك الحاكم، وغيرها من الكتب التي هي من أهمّ المصادر، هذا السند صحيح قطعاً، وقد نصّ على صحّته أيضاً كبار الأئمّة: كابن عبد البرّ صاحب الإستيعاب«4»، والمزّي صاحب تهذيب الكمال«5»، والسيوطي«6»، والمتقي«7»، وغيرهم. ويقول الذهبي حيث يروي هذا الحديث في [رسالته في حديث الغدير]«8»عن بريدة: «وهو حديث ثابت عن بريدة». أمّا اللفظ الذي يروونه عن عمران بن حصين، فممّن أخرجه وصحّحه: ابن أبي شيبة في [المصنّف‏]«9». وابن أبي شيبة - كما تعلمون - شيخ البخاري صاحب الصحيح، وكتابه المذكور من أقدم المصادر الحديثيّة وقد رواه عنه المتقي في كنز العمّال«10». وقد نصّ على صحّته أيضاً. جلال الدين السيوطي«11». والمتقي الهندي صاحب كنز العمّال«12». اللفظ الذي يروونه عن عمران، فيه شي‏ء من التفصيل، وهذا نصّه كما في [كنز العمّال‏]«13»: عن ابن أبي شيبة والطبري عن عمران بن حصين يقول: بعث رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) سرية واستعمل عليها علياً، فغنموا، فصنع علي شيئاً فأنكروه، وفي لفظ: فأخذ علي من الغنيمة جارية، فتعاقد أربعة من الجيش إذا قدموا على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) أنْ يعلموه، وكانوا إذا قدموا من سفر بدأوا برسول اللَّه، فسلّموا عليه ونظروا إليه ثمّ ينصرفون إلى رحالهم، فلمّا قدمت السريّة سلّموا على رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله)، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول اللَّه ألم تر أنّ عليّاً قد أخذ من الغنيمة جارية. فأعرض عنه رسول اللَّه، ثمّ قام‏ الثاني فقال مثل ذلك، فأعرض عنه رسول اللَّه، ثمّ قام الثالث فقال مثل ذلك، فأعرض عنه، ثمّ قام الرابع. فأقبل إليه رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) يعرف الغضب في وجهه فقال: «ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ علي منّي وأنا من علي، وعلي وليّ كلّ مؤمن بعدي». هذا لفظ كتاب المصنف ولفظ أبي جعفر محمّد بن جرير الطبري على ما يرويه عنهما المتقي الهندي في كنز العمال. وكذا الحديث في [المسند] لأحمد بن حنبل وفي آخره: «فأقبل رسول اللَّه على الرابع وقد تغيّر وجهه فقال: دعوا عليّاً، دعوا عليّاً، إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي»«14». وفي [صحيح الترمذي‏]: فأقبل إليه - أي‏إلى الرابع - رسول اللَّه، والغضب يعرف في وجهه فقال: «ما تريدون من علي، ما تريدون من علي، ما تريدون من علي، إنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي»«15». وكذا تجدون الحديث في [صحيح ابن حبّان‏]«16»، وفي [خصائص النسائي‏]«17»، وفي [المستدرك‏] وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه«18». وكذا تجدون الحديث في المصادر الأُخرى‏. إذن، قرأنا لفظ الحديث عن ابن عباس، فكان حديثاً مختصراً لم يرووا منه إلّا ذلك المقدار المستشهد به، ثمّ قرأنا الحديث عن عمران بن حصين وفيه بعض التفصيل، وذكر تلك القضية التي قال فيها رسول اللَّه هذا الكلام. لكن عند بريدة الخبر الصحيح «وعند جهينة الخبر الصحيح» فلننظر ماذا يروي بريدة بن الحصيب، فإنّه صاحب القضيّة، وهو الرجل الرابع الذي أقبل إليه رسول اللَّه وقال له ما قال، إلّا أنّهم لم يذكروا اسمه، إنّه ينقل القصة كاملةً، والراوي عنه ولده عبد اللَّه، يقول بريدة: أرسل رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) إلى اليمن جيشين، على أحدهما علي بن أبي طالب وعلى الآخر خالد بن الوليد، قال (صلّى اللَّه عليه وآله) : «إذا كان قتال فعلي على الناس كلّهم»، فالتقى‏ الجيشان، وكان علي (عليه السّلام) على الجيشين، وكان خالد تحت إمرة علي بأمر من رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله)، فافتتح علي حصناً. يقول بريدة: فغنمنا، فخمّس علي الغنائم، وكانت في الخمس جارية حسناء فأخذها عليّ لنفسه، فخرج ورأسه يقطر. يقول بريدة: كنت أبغض عليّاً بغضاً لم أُبغضه أحداً قط، وأحببت خالداً حبّاً لم أُحبّه إلّاعلى‏ بغض علي، لأنّ خالداً كان يبغض عليّاً، فلمّا أخذ علي الجارية من الخمس، دعا خالد بن الوليد بريدة وقال له: إغتنمها - وكلاهما يبغضان عليّاً - اغتنمها فأخبر النبي بما صنع. هذا لفظ الطبراني في [المعجم الأوسط]«19». وفي [تاريخ دمشق‏] لابن عساكر: فقال خالد بن الوليد: دونك يا بريدة. يقول بريدة: فكتب بذلك خالد بن الوليد إلى النبي (صلّى اللَّه عليه وآله)، وأمرني أن أنال منه، وهذا لفظ النسائي‏أيضاً. وفي تاريخ دمشق: فكتب معي خالد يقع في علي وأمرني أنْ أنال منه، فأعطى‏ الكتاب بيد بريدة وعبّأ معه ثلاثة«20». وكأنّه يريد بذلك إقامة البيّنة اللازمة على ما صنع علي عند رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله). يقول بريدة - كما في المعجم الأوسط«21» للطبراني وغيره من المصاد-: فقدمت المدينة، ودخلت المسجد، ورسول اللَّه في منزله، وناس من أصحابه على بابه، فقالوا: ما أقدمك؟ قال: جارية أخذها علي من الخمس، فجئت لأُخبر النبي، قالوا: فأخبِره فإنّه يسقطه من عين رسول اللَّه، ورسول اللَّه في البيت يسمع الكلام، هذا لفظ الطبراني. فخرج رسول اللَّه من بيته، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول اللَّه، ألم ‏تر أنّ عليّاً صنع كذا وكذا، فأعرض عنه النبي، ثمّ قال الثاني ما قال الأوّل، فأعرض عنه رسول اللَّه، ثمّ قام الثالث فقال ما قال، فأعرض عنه رسول اللَّه. يقول بريدة: أعطيته الكتاب، فأخذه بشماله، فطأطأت رأسي، فتكلّمت في علي حتّى‏ فرغت، فرفعت رأسي. ويقول كما في لفظ آخر: وكنت من أشدّ الناس بغضاً لعلي، فوقعت في علي حتّى‏ فرغت، فرفعت رأسي. يقول: فرأيت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) غضب غضباً لم أره غضب مثله‏ إلّا يوم قريظة وبني النضير، فقال: «ماذا تريدون من علي؟ ماذا تريدون من علي؟ ماذا تريدون من علي؟ إنّ عليّاً منّي وأنا من علي، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي». ثمّ قال رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) - كما في [سنن البيهقي‏]«22»، وفي [معجم الصحابة]«23» لأبي نعيم الإصفهاني، و [تاريخ دمشق‏] لابن عساكر«24»، وفي [سبل الهدى‏ والرشاد في سيرة خير العباد]«25»، وفي غيرها من المصادر، فراجعوها إن شئتم -: قال لهم رسول اللَّه: «إنّ له في الخمس أكثر من ذلك». ثمّ قال (صلّى اللَّه عليه وآله) - كما في [المستدرك‏] للحاكم، وفي [المختارة] للضياء المقدسي، وفي [المعجم الأوسط]«26» وفي غيرها من المصادر «27»: «إنّه [أي علي‏] لا يفعل إلّا ما يؤمر»، أو: «إنّما يفعل علي بما يؤمر به». ثمّ التفت إلى بريدة قائلًا: «أنافقت من بعدي يا بريدة؟» فقال بريدة: يا رسول اللَّه، أما بسطت يدك حتّى‏ أُبايعك على الإسلام جديداً! قال: فما فارقته حتّى بايعته، أي‏ بايعت رسول اللَّه على الإسلام. يقول بريدة: فقمت وما من الناس أحد أحبّ إليّ من علي. لاحظوا الفوارق بين روايتهم للقصة عن عمران بن حصين وعن بريدة ابن الحصيب، ولاحظوا، كيف تلاعبوا بالقضية فزاد أحدهم ونقص الآخر، ذكر بعضهم بعض القصة ولم يذكر البعض الآخر، وأحدهم أو عدّة منهم يذكرون القصة مبتورة. فهذه هي القصة كما يرويها بريدة بن الحصيب وهو صاحب القصة.                       

دلالة حديث الولاية على‏ العصمة

وهذه ألفاظ رسول اللَّه في حق علي (عليه السّلام)، تارة يقول: «إنّ عليّاً لا يفعل إلّا ما يؤمر به»، أو «إنّما يفعل ما أُمر به». هذه العبارة تدلّ دلالة واضحة على العصمة. العبارة هذه في الحقيقة صغرى‏ لكبرى‏، أو مصداق لآية مباركة وهي قوله عزّ من قائل: «بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ* لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ»«28». وفي خطبة لأمير المؤمنين (عليه السّلام) يرويها شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي رحمة اللَّه عليه في [مصباح المتهجّد]، رأيت من المناسب أنْ أقرأ لكم هذه القطعة من تلك الخطبة يقول الشيخ: إنّ أمير المؤمنين خطب هذه الخطبة في يوم الغدير:«وإنّ اللَّه اختصّ لنفسه بعد نبيّه (صلّى اللَّه عليه وآله) من بريّته خاصةً، اختصّ منهم - أي ‏من الخلائق بعد النبي - خاصة علاهم بتعليته، وسما بهم إلى رتبته، وجعلهم الدعاة بالحق إليه والأدلاء بالرشاد عليه، لقرن قرن وزمن زمن، أنشأهم في القدم قبل كلّ مدر ومبر، وأنواراً أنطقها لتحمده، وألهمها شكره وتمجيده، وجعلهم الحجج على كلّ معترف له بملكة الربوبية وسلطان العبودية، واستنطق‏ بها الخراسات بأنواع اللغات، بخوعاً له بأنّه فاطر الأرضين والسماوات، وأشهدهم على خلقه، وولّاهم ما شاء من أمره، جعلهم تراجمة مشيّته وألسنة إرادته، عبيداً لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، ولا يشفعون إلّا لمن ارتضى‏، وهم من خشيته مشفقون»«29». فهذه مراتب من كان لا يفعل إلّا بما يؤمر به، عبادٌ مكرمون، أي ‏مقرّبون، لا يسبقونه بالقول، أي‏ لا يقولون قبل أنْ يقول اللَّه سبحانه وتعالى‏، هذا بالقول، وأمّا في الفعل والعمل: لا يفعلون إلّا ما يؤمرون. فحديثنا يدلّ على العصمة. وهذه في الجهة الأُولى من جهات البحث. دلالة حديث الولاية على‏ ولاية أمير المؤمنين (عليه السّلام‏) الجهة الثانية: يدلّ هذا الحديث على ولاية أمير المؤمنين (عليه السّلام) : «علي منّي وأنا من علي، وهو وليّكم من بعدي». ووجه الإستدلال بهذا الحديث الشريف هو: دلالته على ثبوت الأولويّة بالتصرف لعلي (عليه السّلام)، وهذه الأولوية مستلزمة للإمامة، وذلك:

أوّلًا: لأنّ النبي (صلّى اللَّه عليه وآله) حصرها في علي عندما قال: «وهو وليّكم من بعدي»، ومن المعلوم أنّ المعاني الأُخرى‏ من الولاية، كالنصرة والمحبّة وغيرهما، ليست بأمور مختصّة بعلي (عليه السّلام).

ثانياً: لوجود كلمة «بعدي» في ألفاظ الحديث كلّها أو أكثرها، فكلمة «بعدي» صريحة في هذا المعنى‏، لأنّ البعديّة هذه إمّا زمانية أو رتبيّة: ربّما يستظهر بالدرجة الأُولى‏ أن تكون البعديّة رتبيّة، «علي وليّكم بعدي» أي غيري، أي ‏ما عداي في الرتبة علي وليّكم. أمّا إذا كانت كلمة «بعدي» بمعنى الزمان والظرف، فتدل على أنّ أمير المؤمنين وليّ المؤمنين بعد رسول اللَّه بلا فصل، وإلّا لما حرّف بعضهم الحديث وأسقط كلمة «بعدي» كما سنعلم!

ثالثاً: هذه الرواية واردة بألفاظ أُخرى‏ أيضاً، وتلك الألفاظ هي الأُخرى‏ تدلّ‏ على إمامة أمير المؤمنين وأولويته. فمثلًا: لاحظوا المسند لابن حنبل«30»، والمستدرك«31»، وتاريخ دمشق«32»، وغيرها من الكتب«33»، كلّهم يروون عن بريدة في نفس هذه القصة قوله: فلمّا قدمت على رسول اللَّه ذكرت عليّاً فتنقّصته، فرأيت وجه رسول اللَّه يتغيّر، فقال: «يا بريدة، ألست أولى‏ بالمؤمنين من أنفسهم؟» قلت: بلى‏ يا رسول اللَّه، قال: «فمن كنت مولاه فعلي مولاه». وهذا هو نفس الحديث الذي أمر اللَّه تعالى رسوله أن يقوله يوم الغدير في أُخريات حياته. وفي المسند وتاريخ دمشق بطرق عديدة وفي غيرهما من المصادر يقول رسول اللَّه بعد تلك العبارات: «يا بريدة، من كنت وليّه فعليّ وليّه»«34».

رابعاً: هناك في ألفاظ هذا الحديث وهذه القصة مناقب أُخرى‏ لأمير المؤمنين، تختصّ به ولا يشاركه فيها غيره من الصحابة. فمثلًا، لاحظوا [المعجم الأوسط] للطبراني«35» ففيه: يقول (صلّى اللَّه عليه وآله) في هذه القضيّة: «ما بال أقوام ينتقصون عليّاً؟ [لاحظوا بدقّة] من ينتقص عليّاً فقد تنقّصني، ومن فارق عليّاً فقد فارقني، إنّ عليّاً منّي وأنا منه، خلق من طينتي، وخلقت من طينة إبراهيم، وأنا أفضل من إبراهيم، ذريّة بعضها من بعض واللَّه سميع عليم». فهذه المناقب جاءت في نفس هذه القصة، مضافاً إلى قوله (صلّى اللَّه عليه وآله) : «إنّه لا يفعل إلّا ما يؤمر به»، وغير ذلك من ألفاظ هذا الحديث، كما قرأنا.

خامساً: ابن عباس يذكر هذه المنقبة، وهذه الفضيلة، ضمن فضائل لأمير المؤمنين يصرّح بأنّها خاصة بعلي، وحديث عبد اللَّه بن عباس موجود في مسند الطيالسي، وفي مسند أحمد، وفي المستدرك للحاكم، وفي غيرها من الكتب بسندٍ ينصّون على صحته ... كما ذكرنا سابقاً.

سادساً: حديث الولاية بهذا اللفظ من جملة ما قاله رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) في بدء الدعوة المحمّدية، في حديث الإنذار ، حيث قال لهم - أي للحاضرين -: «من يبايعني على أنْ يكون أخي وصاحبي ووليّكم بعدي».إذن، فالحديث نصّ في الأولويّة، مضافاً إلى القرائن الموجودة في داخل الحديث، والقرائن الموجودة في خارجه.وحتّى‏ الآن، فهمنا كيف يكون الحديث دالّاً على العصمة؟ وكيف يكون دالّاً على الأولويّة؟وفي هذا الحديث والقصة التي قرأناها فوائد كثيرة، ينبغي للباحث أنْ يدقّق النظر فيها.وجود حركة النفاق في زمن الرسول‏ ويدلّ هذا الحديث وتلك القصة على وجود حركة النفاق في زمن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله)، وبين المقرّبين من أصحابه، حتّى بين بعض قوّاد جيوشه، فلا يقال: بأنّ النفاق كان يختصّ بعبد اللَّه بن أُبي وأمثاله من المنافقين المعروفين المشهورين الذين كان يشار إليهم بالبنان، وقد عُرفوا بالنفاق بين جميع الناس. إنّ هذه القصة تكشف لنا خفايا حالات المقرّبين من أصحاب رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله). وكم كنت أُحبّ أنْ أعرف الثلاثة الآخرين الذين جاءوا من اليمن مع بريدة إلى المدينة قبل أن يرجع الجيش، أرسلهم خالد بن الوليد بلا علمٍ من أمير المؤمنين، وإنْ كنت قد وجدت اسم واحد أو اثنين منهم! وأيضاً، كم كنت أُحبّ أنْ أعرف أُولئك الذين كانوا جالسين على باب النبي (صلّى اللَّه عليه وآله)، واستقبلوا بريدة ومن معه، وكأنّ هناك تنسيقاً بين خالد وأصحابه، وبين أُولئك الذين كانوا عند النبي وعلى‏ بابه! خالد بن الوليد - كما في صريح القصّة - كان يبغض عليّاً، ويعترف عليه بهذا المعنى‏ بريدة بن الحصيب، ويقرّ على نفسه أيضاً، فيظهر أنّ خالد بن الوليد كان عدوّاً لعلي منذ حياة رسول اللَّه. وخالد هذا هو الذي أرسله أبو بكر إلى القبائل العربية التي أبت أن تبايع أبا بكر وامتنعت من دفع الزكاة إليه، وأعلنت عن اعتقادها بإمامة علي (عليه السّلام) لكونهم قد بايعوه يوم غدير خم! وخالد هذا هو الذي أمره أبو بكر بأن يقتل عليّاً في أثناء الصلاة، ثمّ لمّا ندم على ذلك قبل أن يسلّم قال: يا خالد لا تفعل ما أمرتك به. وخالد هذا من جملة المهاجمين على دار علي والزهراء في قضية السقيفة. فقد كان أبو بكر يعرف من يرسل لقتل أنصار أمير المؤمنين، ويعرف من يكلّف بقتل الإمام في أثناء الصلاة، ولولا هذا الخبر الذي وجدناه في كتاب [الأنساب‏]«36» للسمعاني، يذكر لنا حضور علي في صلاة أبي بكر، وأنّ أبا بكر قد أمر خالداً بأنْ يقتل عليّاً في أثناء الصلاة، لولا هذا الخبر المشتمل على هذه الفائدة الكبيرة: إنّ أبا بكر أمر خالداً أنْ يقتل عليّاً وهو يصلّي خلفه في أثناء الصلاة! وهو في مسجد رسول اللَّه! ثمّ إنّه ندم على ذلك، وقبل أنْ يسلّم قال: يا خالد لا تفعل ما أمرتك. وهذا قد لا يراه أحد، لأنّ كتاب الأنساب للسمعاني ليس بكتاب حديث، ولا يوجد مثل هذا الخبر في شي‏ء من الصحاح والمسانيد والسنن ومعاجم الحديث، ولكنّ اللَّه شاء أنْ يصلنا ولو في كتاب في الرجال، ولو من ناحية من يتّهمونه بالتشيّع - وهو عبّاد بن يعقوب الرواجني - يتّهمونه بالتشيّع لروايته مثل هذه الأخبار، ممّا يدلّ على فضائل أمير المؤمنين، وبعض ما يسي‏ء الآخرين. وعلى كلّ حال، فخالد هذا وضعه، وهذا شأنه، أراد أن ينتهز تلك الفرصة، قضيّة أخذ أمير المؤمنين تلك الجارية، يقول الحديث: وكانت جارية حسناء - عندما قرأت هذه الكلمة، تذكّرت قضية زوجة مالك، فإنّ مالك بن نويرة عندما قبض عليه خالد وأمر بقتله، إلتفت إلى زوجته وقال: أنت التي قتلتيني«37»، وذلك لأنّها كانت من أجمل نساء العرب، وكان خالد يهواها، ولذا زنا بها في نفس الليلة التي قتل فيها مالكاً، وهذا ما أدّى‏ إلى ضجّة شديدة بالمدينة المنوّرة بين عامة المسلمين - ففعل علي هذا، أي‏ أخذ الجارية هذه من الخمس، وقال رسول اللَّه: «إنّ له أكثر من ذلك»، وكان خالد يتصوّر بأنّه لو ينتهز هذه الفرصة، ويرسل هؤلاء الجماعة، ويكتب هذا الكتاب، وينسّق مع الموجودين في المدينة المنوّرة، الذين‏ يفكّرون تفكيره ويخطّطون معه، ليستفيدوا من هذه القضية، ويحطّوا من منزلة علي عند رسول اللَّه وعند المسلمين، وكأنّ في القضيّة مؤامرةً مدبّرة من هؤلاء المنافقين، ورسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) ملتفت إلى جميع القضايا عالم بنوايا هؤلاء القوم، وهم لا يعلمون أنّه يسمع أصواتهم من وراء الباب، من وراء الجدار، وهم جالسون على بابه، فخرج (صلّى اللَّه عليه وآله) والغضب يعرف في وجهه فقال: «ما تريدون من علي، ما تريدون من علي، دعوا عليّاً ...».والخلاصة: إنّي أرى‏ في هذه القضيّة خطّة مدبّرة ومؤامرة منسّقة مرتّبة بين الغائبين عن المدينة المنّورة والحاضرين هناك ضدّ أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام). وقد انقلبت المؤامرة عليهم، وأصبحت القضية من جملة موارد إعلان رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله) - من قبل اللَّه سبحانه وتعالى ‏- عن إمامة أمير المؤمنين، وولايته وعصمته، وعن أنّ كلّ من يبغض عليّاً عليه أن يستغفر، وعليه أن يجدّد إسلامه بعد استغفاره. أرادوا أنْ ينتهزوا الفرصة ضدّ علي، فانتهزها رسول اللَّه في صالح علي والإسلام، فكان حديث الولاية دالّاً على‏ إمامة أمير المؤمنين من جهات عديدة.

المناقشات في حديث الولاية:

والآن، فلننظر ماذا يقول المخالفون في مقام الرد على هذا الحديث. ليست لهم مناقشة تسمع وتستحق الذكر، إلّا مناقشتهم في معنى‏ «وليّكم»، لاحتمال أنْ يكون المراد: علي ناصركم، علي محبّكم من بعدي. لكن الحديث بقرائنه الداخليّة والخارجيّة والقصة بأجمعها، تأبى‏ كلّ هذه التشكيكات وهم أيضاً يعلمون بهذا. ولذا يضطرّون إلى اللجوء إلى‏ طريقة أُخرى‏، هي تحريف الحديث، وأنا ذاكر لكم بعض مواضع تحريفاتهم. مثلًا: إذا راجعتم [صحيح البخاري‏]«38»، ترونه يروي بسنده عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أبيه - نفس السند -، يقول: بعث النبي (صلّى اللَّه عليه وآله) عليّاً إلى خالد ليقبض الخمس، يقول بريدة: وكنت أُبغض عليّاً، وقد اغتسل - التقطيع في الحديث واضح، فمن يدقّق النظر في لفظ هذا الحديث المبتور يرى‏ أنّ فيه تقطيعاً! يرى‏ أنّ فيه تحريفاً! - لاحظوا: بعث النبي (صلّى اللَّه عليه وآله) عليّاً إلى خالد ليقبض الخمس وكنت أُبغض عليّاً، وقد اغتسل، فقلت لخالد: ألا ترى‏ إلى هذا، فلمّا قدمنا على النبي (صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم) ذكرت ذلك له.لا يقول: تنقّصت عليّاً عند النبي، لا يقول: أمرني خالد، ولا، ولا، ولا، يقول: ذكرت ذلك له - وكأنّه يذكر قضيّةً طبيعية - فقال: «يا بريدة، أتبغض عليّاً؟» فقلت: نعم، فقال: «لا تبغضه فإنّ له في الخمس أكثر من ذلك». فأين حديث «علي منّي وأنا من علي، وهو وليّكم من بعدي»؟ هذا لفظ البخاري. وإذا راجعتم البيهقي في [سننه‏]«39»، وهو تلميذ الحاكم النيشابوري، وقد ذكرت لكم لفظ الحاكم النيشابوري في مستدركه، لكنّ البيهقي يروي الحديث عن شيخه الحاكم بإسناده ويسقط من آخره: «إنّ عليّاً منّي وأنا من عليّ وهو وليّكم من بعدي». وإذا راجعتم [مصابيح السنّة]«40» للبغوي، الذي هو من أهم كتب الحديث عندهم، ترون أنّه لا توجد فيه كلمة «بعدي»، ففيه: «علي منّي وأنا من علي وهو وليّكم». فعندما تسقط كلمة «بعدي» يصبح علي لائقاً للولاية أو منصوباً للولاية من قبل النبي، لكنْ متى‏؟ لِيكنْ بعد عثمان!! وإذا راجعتم [المشكاة]«41»، يروي هذا الحديث عن الترمذي بلا لفظة «بعدي»، أي‏ ينسب هذا الحديث المحرّف إلى الترمذي، مع أنّ الحديث موجود في الترمذي مع كلمة «بعدي»!! وكأنهم لا يشعرون أنّ هناك ناظراً في الكتاب، وأنّ هناك من يرجع إلى صحيح الترمذي ويطابق بين النقلين وبين اللفظين، لكنّهم لا يستحون. إذن، هذه طريقة ثانية وهي طريقة التحريف. لكنْ لا مناص لمن يريد أنْ يخالف اللَّه ورسوله، لمن يريد أن يعرض عمّا أراد اللَّه ورسوله، من أن يتّبع طريقة ابن تيميّة، إنّه يقول: هذا الحديث كذب، وهذه أحسن طريقة لمن يريد أن يخالف اللَّه ورسوله فيما قالا، وفيما أرادا، أنْ ينفي أصل القضية، وينكر أصل الخبر، ويكذّب الحديث من أصله، نصّ عبارة ابن تيميّة: قوله: «وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي» كذب على رسول اللَّه، وكلام يمتنع نسبته إلى رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه وآله)«42». هذه الطريقة التي لهم أن يتّخذوها، والأفضل لهم أن يسلكوا هذا الطريق، فلماذا التحريف؟ ولماذا التكذيب لبعض الألفاظ ولبعض الخصوصيات الموجودة في الحديث؟ لننكر أصل الحديث ونرتاح. «فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْديهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ»«43».«فَلا وَرَبِّكَ لايُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لايَجِدُوا في أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْليمًا»«44».

وصلّى‏ اللَّه على‏ محمّد وآله الطاهرين.

( 1) مسند أبي داود الطيالسي: 360 رقم 2752.

( 2) المستدرك على الصحيحين 3/ 134.

( 3) مسند أحمد 4/ 438.

( 4) الإستيعاب في معرفة الأصحاب 3/ 1092.

( 5) المزّي في تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف 5/ 191 رقم 6316، تهذيب الكمال 20/ 481.

( 6) القول الجليّ في فضائل عليّ (عليه السلام): 60.

( 7) كنز العمّال 11/ 608.

( 8) عثر عليها المرحوم المحقق العلّامة السيد عبدالعزيز الطباطبائي رحمة اللَّه عليه وحقّقها. أنظر: الحديث‏رقم 81

( 9) المصنّف 7/ 504.

( 10) كنز العمّال 11/ 608.

( 11) القول الجليّ في فضائل عليّ (عليه السلام): 60.

( 12) كنز العمّال 13/ 142.

( 13) المصدر 13/ 142 رقم 36444.

( 14) مسند أحمد 4/ 438.

( 15) سنن الترمذي( الجامع الصحيح) 6/ 78 رقم 3712.

( 16) صحيح ابن حبّان 15/ 373 رقم 6929.

( 17) خصائص أمير المؤمنين (عليه السلام): 98، فضائل الصحابة: 14 رقم 43، سنن النسائي 5/ 132.

( 18) المستدرك على الصحيحين 3/ 110- 111.

( 19) المعجم الأوسط 6/ 163.

(20) تاريخ مدينة دمشق 42/ 189- 196.

( 21) المعجم الأوسط 6/ 162.

( 22) سنن البيهقي 6/ 342.

( 23) معرفة الصحابة 1/ 374 حديث 1207.

( 24) تاريخ مدينة دمشق 42/ 194.

( 25) سبل الهدى‏ والرشاد 6/ 236.

( 26) المعجم الأوسط 6/ 162.

( 27) المعجم الأوسط 6/ 162.

( 28) المعجم الأوسط 6/ 162.

( 29) مصباح المتهجّد: 753.

( 30) مسند أحمد 5/ 347.

( 31) المستدرك على الصحيحين 3/ 110.

( 32) تاريخ ابن عساكر 42/ 187.

( 33) المصنّف 7/ 506، الآحاد والمثاني للضحّاك 4/ 325، حديث 2357، السنن الكبرى 5/ 45.

( 34) تاريخ مدينة دمشق 42/ 188 و 192 و 193- 194.

( 35) المعجم الأوسط 6/ 163.

( 36) الأنساب 3/ 95.

(37) تاريخ مدينة دمشق 16/ 285، سير أعلام النبلاء 1/ 377.

( 38) صحيح البخاري 5/ 207.

( 39) سنن البيهقي 6/ 342.

( 40) مصابيح السنّة 4/ 172 رقم 4766 وفيه باختلاف:« وهو وليّ كلّ مؤمن».

( 41) مشكاة المصابيح للخطيب التبريزي 2/ 504، حديث 6090.

( 42) منهاج السنّة 4/ 164.

( 43) سورة البقرة( 2): 79.

( 44) سورة النساء( 4): 65.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/04/09   ||   القرّاء : 1651



البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 كيف تأخذون دينكم عن الصحابة واغلبهم مرتدون ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الامامة في ولد الحسين لا الحسن اقصاء له ؟

 ردّ شبهة ان علي خان الامانة بعد ستة اشهر من رحيل رسول الله ؟؟؟.

 ردّ شبهة ان الحسن بايع معاوية وتنازل له عن الخلافة ؟؟.

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 فضائل مسروقة وحق مغتصب وتناقض واضح

 أعتراف الألباني بصحة حديث الحوأب

 الجزاء الشديد لمن نقض العهد الأكيد ؟؟؟

 حديث الثقلين وبعض الحقائق الكامنة

 حديث الغدير/ وكفر من لا يأخذ بكلام رسول الله بحكم ابن باز؟؟

ملفات عشوائية :



 مزعمة النصارى أن الله لم يعط اليهود أحكاماً صالحة

  اثبات ولادة الامام المهدي (عليه السلام)

 عقيدتنا في الإمامة

 الرَجعة

 حمل الالفاظ على الظاهر وبطلان التاويل هل هو مذهب السلف؟

 ابن باز يرد على عبد الله بن عمر وعائشة ترد

 ابو سفيان اسلم ولا يقول اشهد ان محمدا رسول الله!!

 سؤال الى اتباع الصحابة

 التعرف الى التشيع

 اعتراف الفخر الرازي بضرورة عصمة اولي الامر

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 24

  • الأقسام الفرعية : 90

  • عدد المواضيع : 841

  • التصفحات : 1846926

  • التاريخ : 19/04/2024 - 08:36

Footer